بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تطالعنا الإحصائيات الحديثة أنّ (45٪) من الشباب في المرحلة الثانوية في أحد البلدان العربية قد مارس الجنس الحرام في هذا السن!! و أنّ (20٪) منهم قد شرب الخمر أو المخدرات و لو مرة على الأقل!!.
و عندما تفاجئنا الإحصائيات أيضا أنّ معدل الطلاق في إحدى العواصم العربية قد وصل إلى (25٪) أي أن زيجة من كل اثنين تنتهي بالطلاق!!.
و عندما نسمع أنّ شبابا و فتيات يتناوبون أمام المحطات الفضائية على مدار 24 ساعة كي لا يفوتهم مشهد من مشاهد مهزلة دنيئة تدور أحداثها بين فتيات و شباب يسكنون منزلا واحدا!!.
و عندما نرى وسائل الإعلام قد خلطت الحقّ بالباطل .. بل إنّها زيّنت الباطل لروّاده ..
و سارت في طريق الفساد الأخلاقي .. تحت شعار الثقافة
و التّحرر و التّمدن..
و عرضت الشاشات المرئية .. و الصفحات المقروءة ..
و الإذاعات المسموعة .. و صفحات الانترنت الإباحية .. عرضت كلّها الإعلام الغثّ الذي أدّى إلى ضياع شبابنا
و فتياتنا .. و جريه وراء التفاهات
و السطحيات .. و انغماسه في الشهوات و الملذّات ..
و هروبه من المواقف الإيجابية .. و انخراطه في مجتمع الضياع..
حتّى أصبح كثير من الشباب في الشوارع و الطرقات .. مسخا ضائعا بلا هوية و لا مستقبل .. فضاعت منهم شهامة الرّجال .. و حياء النّساء .. و طهارة المواقف .. و ساروا في مستنقع الخطيئة و الرذيلة..
عند هذا كلّه يدرك المرء أنّنا نواجه كابوسا خطيرا, بل وباء عظيما يعصف بنا من كل جانب .
و عندما ترعى الأسرة امرأة جاهلة بدينها .. لا تفقه في حياتها سوى تلوين الوجه بأصباغ قبيحة و تحرف نطقها لتلفت الأنظار إلى أنّها تلقّت تعليما أجنبيا, فإنّ هذه الأم لن تعطينا إلا أبناء تاهت معالمهم .. و انمحت شخصيتهم .. فلا هوية و لا رجولة
و لا قدرة على تحمّل المسؤولية .. ثم تأتي الطامة الكبرى إن أمسك هؤلاء بزمام قيادة الأمّة .. فبمثلهم تضيع الأمم
و تهدم الحضارات.
و إذا كانت الأم قد تركت تربية أبنائها للخادمة فهي التي تُطعم و هي التي تكسوا و هي التي تحمل الطفل على الأكتاف ليلا و نهار و هي التي تحدوا للوليد و تغني للطفل الصغير و تزرع فيه الحنان و الحب لها لا للأم التي أنجبت
و الأب الذي زرع ..!
عندها نشهد ما يسمى (جيل أبناء الخدّامات).. جيل تافه عابث لا يدري أبواه أين يقضي أيامه و لياليه ..
و لا يعلم أحد أيّ طريق يسلك .. و لا أيّ مشرب يهوى ..
و لا أيّ اتجاه يسير!!.
عندها تأتي الصرخة عالية مدوية أين أنتم يا آباء .. أين أنتم يا أمهات .. و الله إنّ المسؤولية الملقاة عليكم كبيرة ..
و الأمانة ثقيلة .. و أنتم لا شك أمام الله واقفون .. و عما استرعاكم مسؤولون .. فهل أعددتم للسؤال الجواب ؟.
أقول لمن وقف حائرا أمام هذا الكلام .. لا تحتر أبدا فالطريق فعلا طويل و شاق .. و لكنّه ممتع و ذو رفاق .. فابق معي فيما تبقى من كلام
و ستجد بإذن الله ما يزيح عنك الغمام.
تقبلوا منّ أجمل و أرق التحيات